هل سكر ستيفيا آمن للمرضع
هناك حساسية شديدة في كل ما يخص المرضع من منتجات، ولا سيما المحليات الصناعية. هل سكر ستيفيا آمن للمرضع سواء في شهور الرضاعة الأولى أو بعدها بقليل؟
يرتبط الطفل في شهور عمره الأولى بأمه في كل شيء. فإذا أكلت أي نوع من أنواع الأطعمة، أو شربت أي نوع من الأشربة، سينعكس هذا المأكول والمشروب على صحة الجنين بشكل أو بآخر. بل إن الحالة النفسية نفسها تؤثر على الرضيع، حتى أن جداتنا كُنّ يحذرن الأمهات من رضاعة أبنائهن وهن بحالة نفسية سيئة، حتى لا تنتقل إلى الرضيع. فهل يرتبط الأمر كذلك بالمنتجات التي تتناولها الأم؟
فإذا كان سكر ستيفيا الأصلي منتج من الطبيعة، فهل سكر ستيفيا للرضع يعتبر منتجًا آمنًا لهم؟ فإذا كان آمنًا، فما هي الكمية المسموح بها من سكر ستيفيا للأم؟ ثم: هل سكر ستيفيا يرفع السكر؟ لذلك حرصنا في هذا المقال على عرض أضرار سكر ستيفيا قبل عرض فوائد سكر ستيفيا، ومنه سنعرف هل سكر ستيفيا آمن للمرضع أم لا.
لنبدأ…
أضرار سكر ستيفيا
على الرغم من أنه يعتبر المحلي الطبيعي الأشهر في عالم بدائل السكر من الطبيعة، إلا أن هناك العديد من الملاحظات بشأن سكر ستيفيا يجب وضعها في الاعتبار. وأول تلك الملاحظات هو الكمية المستخدمة من هذا المحلي. فقد أوصت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA ألا تزيد الكمية المستخدمة من سكر ستيفيا عن 4 ملجم لكل كيلو جرام من وزن الجسم.
ولكن لأن بعض منتجات سكر ستيفيا تحتوي على بعض السكريات الكحولية بنسبة ضئيلة فإن هذا يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية المترتبة على استخدامه، وبالأخص لمن لديهم حساسية معوية من مكوناته. منها على سبيل المثال:
– الغثيان والقيء
– مغص البطن وعسر الهضم
– الانتفاخ والغازات
– الإسهال في بعض الأحيان
وكما نرى، فأبرز الأضرار مرتبطة بالجهاز الهضمي بشكل أو بآخر. ولكن هو نفسه سكر ستيفيا قد يتسبب في حدوث هبوط لمستويات السكر في الدم. فإن دور سكر ستيفيا أن يستبدل السكر الطبيعي بالمحلي الصناعي حتى لا تزيد مستويات السكر في الدم. ومريض السكر في الأساس يتناول أدوية لتخفيض السكر في الدم (سواء أنسولين أو أقراص). فيجتمع الاثنان معًا لجعل مستويات السكر في الدم منخفضة للغاية، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث إغماء.
ويرتبط انخفاض سكر الدم بحدوث بعض الاضطرابات في ضغط الإنسان، بالشكل الذي يؤثر عليه كذلك، وهو ما ينعكس على الحالة الصحية العامة للمريض. كذلك على المستوى النفسي، قد يشجع تناول سكر ستيفيا بعض الأشخاص على التساهل مع السكريات أو الكربوهيدرات الأخرى التي تزيد الوزن، وهذا يؤدي في النهاية إلى زيادة وزنهم كذلك.
وأخيرًا توجد بعض التخوفات – غير المؤكدة – من آثار سلبية لسكر ستيفيا على صحة الكلى والغدد الصماء. وعلى الرغم من أن سكر ستيفيا آمن للحوامل والمرضعات، إلا أنه لا يجب عليها أن تتناول نبتة ستيفيا الخام مباشرة لما لها من آثار سلبية غير مضمونة على صحتها وصحة الجنين/الطفل. والأفضل أن تتناول مستخلص سكر ستيفيا الذي يتم تداوله في الأسواق، مثل جو ستيفيا Go Stevia.
فوائد سكر ستيفيا
أما عن فوائد سكر ستيفيا، فهي عديدة للغاية ومتنوعة بالشكل الذي شجع على شهرته وتداول استخدامه الذي انتشر بين المستخدمين على نطاق واسع.
فمن فوائد سكر ستيفيا:
1. يحفظ مستويات السكر في الدم لمرضى السكري
يمكن القول بكل ثقة أن سكر ستيفيا بدون سعرات حرارية تقريبًا. ففي شكله الخام يحمل الجرام قدر ضئيل للغاية من السعرات الحرارية. فإذا أخبرتك أن هذا الجرام يساوي أكثر من 200 جرام من سكر المائدة العادي، فكم يا تُرى قد يحوي من السعرات؟ تقريبًا قيمة لا تُذكر. كل هذا ويوفر تحلية طبيعية آمنة لمرضى السكر، بالشكل الذي لا يرفع سكر الدم.
2. يخفض من الكوليسترول الضار
يعمل سكر ستيفيا على تنظيم مستويات الدهون في الجسم، وبالأخص الدهون الثلاثية. فيعمل على تقليلها، وكذلك تقليل الكوليسترول الضار LDL وزيادة الكوليسترول النافع بالمقابل HDL مما يضبط مستويات الكوليسترول الكلي في الجسم.
3. فوائد عديدة لمرضى الضغط والقلب
يعمل سكر ستيفيا على توسعة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم، وتنظيم ضربات القلب. ولكن يُحذر تناوله – بالمقابل – مع مرضى ضغط الدم المنخفض.
4. بديل جيد للسكر لأصحاب الحمية والرياضيين
يعتبر سكر ستيفيا هو واحد من أفضل أنواع بدائل السكر في الأسواق على الإطلاق. فخلوه من السعرات الحرارية ساعد أصحاب الحمية والرياضيين على إعداد مشروبات ومخبوزات خالية من السكر تمامًا واستبدالها بسكر ستيفيا. هذا قلل من نسبة السعرات الحرارية المكتسبة إلى حد كبير. فهذا وحده قد يوفر على المستخدم نحو 150 – 200 سعر حراري من النظام الغذائي، أو مقدار السعرات الذي يُفترض أن يتناوله الرياضي أو صاحب الحمية في اليوم.
أما عن إجابة سؤال: هل سكر ستيفيا آمن للمرضع فهو ما سنجيب عنه في الفقرتين التاليتين…
هل سكر ستيفيا آمن للمرضع في شهور الولادة الأولى؟
يعتبر سكر ستيفيا من المواد الآمنة للحامل والمرضع في شهور الحمل كافة وشهور الرضاعة الأولى. ولكن يجب تجنب استخدام الصورة الخام من سكر ستيفيا واستبدالها بمستخلصات سكر ستيفيا بدلاً منها.
يرجع ذلك إلى أن المادة الخام من نبتة ستيفيا ريبوديانا Stevia Rebaudiana شديدة الحدة والتركيز على الحامل في جميع شهور الحمل كافة. وينعكس أثرها بالتأكيد على الجنين أو الطفل الرضيع في شهور الرضاعة الأولى.
أما مستخلصات نبتة ستيفيا فهي أخف وطأة على الحامل أو المرضع في تركيزها، وبالأخص أنها تكون محسوبة السعرات بدقة بالغة. فبعض المنتجات – مثل جو ستيفيا Go Stevia – يحدد الجرعة بوضوح في الأكياس التي ينتجها. فكل كيس من أكياس سكر ستيفيا المقدم من دكتور هيلث يساوي ملعقتي سكر من سكر المائدة (السكر المضاف). وهذا يمثل سهولة في معرفة الجرعة أولاً، وتجاوز عقبة التأثير السلبي ثانيًا.
هل سكر ستيفيا آمن للمرضع في شهور الرضاعة اللاحقة؟
من الممكن اعتبار مضي السنة الأولى على الرضيع هو علامة الأمان المبدئية. حيث بدأ في تناول المغذيات الأخرى بجانب حليب الأم، وبدأت معدته تعرف الطعام المركب. يُفضل في هذه المرحلة كذلك أن تستخدم الأم مستخلصات سكر ستيفيا وليس نبتة ستيفيا في شكلها الخام.
وبشكل عام لا يجب أبدًا زيادة جرعات سكر ستيفيا للمرضع طلبًا للأمان. فإجابة سؤال هل سكر ستيفيا آمن للمرضع يجب أن يحتوي على توضيحات شديدة الأهمية:
– يجب على المرضع ألا تستخدم سكر ستيفيا لمدة طويلة من الزمن
– يجب على المرضع ألا تستخدم كميات كبيرة من سكر ستيفيا
– يجب على المرضع أن تنتبه إذا كان لديها أي تحسس من مستخلص سكر ستيفيا
هناك علامات مميزة للأعراض الجانبية الناتجة عن أضرار سكر ستيفيا الموضحة بأعلى. تمثل أبرز هذه الأعراض شعور الأم المرضع بالجفاف وكذا ارتفاع في درجات حرارة جسمها. تحدث هذه الزيادة في الحرارة نتيجة لزيادة الضغط على القلب والمثانة والكلى. لذلك إذا بحثنا هل سكر ستيفيا آمن للمرضع في شهور الرضاعة اللاحقة، سنلاحظ أنه آمن، ولكن بالشروط الموضحة بأعلى.
الخلاصة:
بحثنا في هذا المقال هل سكر ستيفيا آمن للمرضع سواء في شهور الرضاعة الأولى أو اللاحقة. فعلى الرغم من فوائد سكر ستيفيا وأضراره، إلا أنه يجب الحذر عند إعطاؤه للحامل أو المرضع. فلا يجب أن تستخدمه الأم بكثرة، ولا يجب أن تستخدمه لمدة طويلة، ويجب أن تنتبه جيدًا إذا وجدت في نفسها تحسسًا لأحد مكوناته الكيميائية. عند حدوث أحد هذه الأعراض يجب التوقف عن تعاطيه فورًا والبحث عن بديل آخر.