كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم
كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم .. هذا السؤال شديد الحساسية. لا يمكن أن يظهر نظام صحي يبحث عن إنقاص الوزن، أو حتى تغيير نمط حياته ليصبح صحيًّا أكثر، إلا ويجب أن يُدخل العسل في نظامه الغذائي.
والعسل كمادة غذائية ملغز للكثير من متبعي الحمية، وكذا مرضى السكري: هل يمكننا استخدام العسل كبديل للسكر بدون الخوف من زيادة الوزن؟ ما هي أضرار العسل للرجيم؟ هل العسل يزيد الوزن؟ هل العسل يزيد الوزن على الريق؟ وعلى هذا النهج تسير الأسئلة، فيكثر كذلك السؤال عن السعرات الحرارية في ملعقة العسل الأبيض أو حتى عن 100 جرام عسل كم ملعقة، وغيرها من هذه النوعية من الأسئلة.
بل تتسع مساحة الأسئلة للناحية الأخرى (للذين يظنون أن العسل مفيد للرجيم أو لراغبي زيادة وزنهم)، فتظهر أسئلة من نوعية: فوائد العسل للرجيم أو فوائد عسل السدر للرجيم، وبالطبع يظهر السؤال الجوهري: كم ملعقة عسل في اليوم لزيادة الوزن؟ وغيرها من الأسئلة كذلك.
لذلك قررنا في هذا المقال أن نضع جل تركيزنا على كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم ولأي نظام غذائي آخر بشكل عام، ليكون هذا المقال مرجعًا للراغبين في معرفة المزيد عن عسل النحل وعلاقته بالرجيم وكذا سعراته الحرارية.
كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم
قبل الحديث عن كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم يجب التركيز على ما هو أهم من الكمية: أن يكون العسل أصلي غير مغشوش.
يصعب بشدة – هذه الأيام – فصل العسل الأصلي عن المغشوش للمستخدم العادي. يحتاج الأمر إلى خبير بتربية النحل، وعلى دراية بأنواع العسل حتى يعطي حكمًا دقيقًا. لعلك سمعت يومًا عن سكر الجلوكوز .. حسنًا. يشبه قوام سكر الجلوكوز قوام عسل النحل كثيرًا، بل أثقل منه في الكثافة، ولكنه رخيص الثمن مقارنة بالعسل. لذلك، يستخدمه الكثير من تجار العسل غير الموثوقين لزيادة كمية العسل، مع بعض الملونات والمنكهات الصناعية، التي توحي بنوع القطفة. ولا يكتشف هذا الغش إلا أصحاب الخبرة من أهل الصنعة.
بل يتسع مستوى غش العسل ليصل إلى ما هو أبعد من ذلك. فيلجأ أصحاب المناحل لنثر الماء المسكر – سواء السكر العادي أو الجلوكوز – حول الخلية حيث يطير النحل، سواء على الزهور المنتقاة أو بشكل عشوائي على الأغراض التي من الممكن أن تجذب نحل العسل. وبهذه الطريقة يتولى النحل تصنيع العسل المغشوش بشكل طبيعي. هل لك أن تتخيل ذلك: نحلة تنتج عسلًا مغشوشًا!
لذلك، فإن أول ما تبحث عنه قبل أن تعرف كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم هو منحل العسل والتاجر الأمين الذي يقدم عسل نحل تم إنتاجه بطريقة طبيعية 100% أيًّا كان نوع القطفة. فإن أصالة العسل هي المحدد الأول الذي يجب أن تضعه في اعتبارك عندما تقرر استخدام العسل في نظامك الغذائي.
كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم
لنجعل السؤال أكثر سهولة: كم تحتوي ملعقة عسل النحل الواحدة من السعرات؟
إذا كان العسل أصلي غير مغشوش أو مضاف إليه مواد سكرية أخرى، فعدد السعرات في ما مقداره ملعقة طعام واحدة يساوي 65 – 75 سعر حراري حسب كثافة العسل في الملعقة.
فإذا كان نظامك الغذائي منخفض السعرات (1200 – 1800 سعر حرار في اليوم)، فهذا معناه أن أن معلقتين من العسل تساويان معًا: 150 سعر حراري في اليوم. هذه الكمية من السعرات لا تعتبر أزمة حقيقية إذا تم دمجها في نظام غذائي منضبط.
فإذا كانت هذه الملعقة ستوضع على مشروبك المفضل للتحلية، أو طبق السلاطة الذي تريد كسر حدةّ التوابل فيه، أو البان كيك الذي تم طهوه بطريقة صحية، وترغب في تحليته بالعسل مع المكسرات النيئة، فلا بأس على الإطلاق. ففي هذه الحالة لن تمثل ملعقتي العسل أزمة حقيقية لأصحاب الحمية الغذائية بهذا الشكل.
أما المبالغة في استخدام العسل، ووضع هاتين الملعقتين – أو يزيد – على مشروبك المفضل الذي تشربه في اليوم ثلاث مرات، فهذا معناه نحو 500 سعر حراري جراء استخدام العسل فقط، وهذه كمية مبالغ فيها للغاية يا صديقي.
لذلك من باب أولى الحرص على جعل المشروب المفضل خالي من السكريات تمامًا – بما فيها العسل – أو تناوله مرة واحدة في اليوم، بالقدر الذي يسمح لك باستهلاك حصتك الرسمية من العسل بدون القلق من زيادة الوزن، أو الأثر السلبي للسكريات (إذا كنت مريض بداء السكري Diabetes).
فوائد العسل للرجيم أو للنظام الغذائي ككل
يحتوي العسل على عدد لا نهائي من المواد الكيميائية والمغذيات والفيتامينات والمعادن بالشكل الذي لا يؤكد ضرورة أن يتم استخدامه بشكل دوري لمتبعي الحمية فحسب، ولكن لجميع الأشخاص سواء في حمية أو لا. فلو لم يكن من فوائد العسل إلا تقوية المناعة والحماية من الأمراض، لكفى بها فائدة. يقول رب العزة – سبحانه وتعالى – عن هذه الفائدة:
(يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ﴿النحل: ٦٩﴾
ليس بالضرورة أن تتبع نظامًا غذائيًا محددًا حتى تستخدم عسل النحل في الأطعمة والأشربة التي تتناولها. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائمًا: ما هي فوائد العسل للرجيم أو النظام الغذائي ككل؟
يمثل العسل مادة التحلية الطبيعية الآمنة في المقام الأول. ثم نأتي لفوائده الطبية اللانهائية التي تعتبر كافية للغاية لأن يتم استهلاك العسل بشكل يومي كوقاية للجسم من الأمراض.
ولكن المميز في العسل في النظام الغذائي أنه:
- يساعد على رفع عملية الأيض أو التمثيل الغذائي Metabolism وهذا في ذاته يحفظ سلامة الجهاز الهضمي
- التحكم في الشهية وتقليل الرغبة في تناول الطعام
- يمنح الجسم كمية معتبرة من الطاقة تغنية عن اللجوء إلى الطعام الزائد أو الوجبات الخفيفة بين الوجبات لمده بالمزيد من الطاقة التي يحتاجها
- هو الضيف المرغوب في الوصفات الصحية التي تتطلب إضافة السكر، فيحل محل السكر بكفاءة أعلى وأمان أكبر
- يساعد العسل على حرق الدهون من خلال إطلاق هرمونات تنشط عملية الحرق، كما أن تناول كوبًا واحدًا من الماء الدافئ بالعسل والليمون على الريق يساعد على تقوية المناعة وكذا حرق الدهون
- العسل يقلل من إحساس الكآبة الملازم لصاحبي الحمية الغذائية الحادة، فيساعد تناوله وحده أو مخلوطًا بطعام آخر على رفع نسبة الدوبامين في الجسم وتحسين المزاج
أما عندما يتعلق الأمر باستهلاك العسل لمرضى السكري، فربما يفضل التريث قبل استخدامه، واستشارة الطبيب المعالج حتى يقدم أفضل الوصفات المناسبة لهذه الفئة من المستخدمين.
الخلاصة:
إذا رغبت في معرفة كم ملعقة عسل في اليوم للرجيم أو لمتبعي الحمية الحادة، فيلزمك أولاً أن تعرف أن ملعقة العسل الواحدة – ملعقة طعام – تعادل ما يقرب من 75 سعر حراري. هذا بافتراض أن العسل أصلي، وغير مغشوش بمواد أخرى. وبجانب الطاعة التي تمد بها الجسم وإحساس السعادة الذي ينتج عن زيادة الدوبامين، فإنه يجب الحذر من الإفراط في تناول العسل بشكل عام، سواء لمتبعي الحمية الغذائية أو من يستخدموه كبديل آمن للسكر حتى لا يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن. أما الاكتفاء بملعقتين مع المشروبات والمأكولات فهو يعتبر معدلاً آمنًا في جميع الأحوال، سواء لمتبعي الحمية الغذائية أو غيرهم. ولكن يجب الحذر مع مرضى السكري، فيُفضل استشارة الطبيب.